الحديث
الثالث عشر [قول «لا إله الّا اللّه» ثمن الجنة]
بإسناده عن
عبيد [2] بن زرارة، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام:
«قول لا إله
الّا اللّه، ثمن الجنّة».
شرح: و ذلك لأنّ
المتلفّظ بها، لسانا، يدخل في حكم المسلمين و يخرج من العقوبات الدّنيويّة الّتي
اعدّت للكافرين من القتل و الأسر و نهب الأموال و البنين.
و القائل
بها، اعتقادا، يدخل في زمرة المؤمنين و يصير إلى جنّة و حور عين و مرافقة
الصّالحين.
وجه آخر:- مختص بمن
يقولها عن عرفان إلهيّ- و هو انّك قد عرفت [3] انّ «الكلمة» تدلّ
على نفي الأغيار و إثبات الواحد القهّار. فالقائل بها ينفي عن نفسه كلّ وجود و
كمال وجود إلّا باللّه فيبقى مع اللّه. و أيّ جنّة أشرف و ألذّ من جوار اللّه.
و يحتمل
بعيدا أن يكون «الثمن»، بضمّ المثلّثة و إسكان الميم، بمعنى انّها يوجب الدّخول في
واحد من الجنّات الثمانية أو انّها واحدة منها.
[1] .
قال صدر الدين الشيرازى، بعد نقل حديث عن النّبيّ: «اعوذ بكلمات اللّه التامّات»:
«إشارة إلى
جواهر العقول التامّة الوجود، من حيث انّ ليس لها كمال منتظر» (شرح اصول الكافي،
كتاب العقل و الجهل، المشهد الثالث، ص 308).