نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 258
قوله «بالحدود»
متعلّق بقوله «متناهيا» كما انّ قوله «عن صفة المخلوقين» متعلّق «بمتعاليا». و
جملة «ليس كمثله شيء» وقع اعتراضا للمدح بل للتعليل.
و إحاطة
الصّفة، صدقها و حملها سواء كان بالعينية أو الزيادة، إذ المحمول لا بدّ أن يكون
أعمّ بالمفهوم كما تقرّر في علم الميزان. و جملة «ما زال» الى قوله: «متعاليا»
دليل ثان على الجملة الأولى. و الدليل الأوّل قوله «فيكون» الى آخره. أي لم تصدق و
لم تحمل عليه تعالى الصّفات، إذ لو صدقت عليه يكون عزّ شأنه بسبب إدراك الصّفات
إيّاه و صدقها عليه متناهيا بالحدود، لأنّ الذات من حيث هي هي متقدمة على الصّفة
سواء كانت عينية أو زائدة، فينتهي الذّات الى الصّفة بأن يكون الصّفة بعد الذّات و
ذلك هو التحديد؛ و أيضا، إحاطة الصّفات انّما هي صفة المخلوقين و هو سبحانه متعال
عن صفاتهم اذ ليس كمثله شيء [1]، فلو صدقت عليه الصّفات المشترك
المفهوم بينه و بين خلقه لشارك الخلق إيّاه و ماثله في ذلك المفهوم.
[وجه انّه
لا تدركه تعالى الأبصار]
و انحسرت
الأبصار عن أن تناله فيكون بالعيان موصوفا و بالذّات الّتي لا يعلمها إلّا هو عند
خلقه معروفا.
«حسر» و
«انحسر»: كلّ. و لمّا كان هذا الكلام في قوّة أن يقال لا تناله الأبصار و لا
تدركه، فرّع قوله فيكون بالنصب على المنفيّ، أي فلو أدركته الأبصار، لكان بالعيان
موصوفا. و حاصل البرهان، انه تعالى لا تدركه الأبصار، لأنّه لو أدركته لكان اللّه
سبحانه موصوفا بالعيان أي بأن يدركه الأشياء معاينة، و لو وصف بالعيان كان معروف
الذّات أي تعلّقت المعرفة بذاته تعالى، و ذلك لأنّ المدرك بالعيان هي الأعيان
الخارجيّة، و الشيء المدرك الخارجيّ إذا كان محفوفا بالعوارض فالمدرك بالبصر منه،
هو الأمور المحفوفة الظاهرة منه، و اذا لم يكن