قال الوالد العلامة نور الله مرقده: أبو داود غير مذكور في كتب
الرجال، و ليس هو أبو داود المنشد سليمان بن سفيان. فإنه كانت وفاته قبل وفاة محمد
بن يعقوب قريبا من مائة سنة على ما يفهم من كتب الرجال.
إلا أن يقال: إن هنا إرسالا، فإن رواية الكليني عن الحسين بن سعيد
بواسطة واحدة بعيد. و الذي يظهر من الكافي أن الواسطة محمد بن يحيى العطار، و مثل
هذا في كلام الشيخ رحمه الله كثير فلا تعتمد ما أمكن.
و قال قدس سره في موضع آخر: الظاهر أن أبا داود هو سليمان المشرقي، و
كان له كتابا يروي الكليني عن كتابه بواسطة الصفار و غيره، و يروي بواسطتين أيضا
عنه، و لما كان الكتاب معلوما عنه يقول أبو داود أي: روى، فالخبر مرسل انتهى.
و أقول: افتتح الكليني الخبر هكذا: أبو داود عن الحسين بن سعيد[1]، لكن روى قبله خبرا عن محمد بن
يحيى عن أحمد بن محمد، و لعله عول على الخبر السابق فأسقط محمد بن يحيى و ذكر أبا
داود مكان أحمد، كما تفطن به الوالد رحمه الله، و كثيرا ما يفعل الكليني ذلك، أو
أسقط العدة من أول السند.