نام کتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 10 صفحه : 15
.........
يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ".
و في مجمع البيان: روى أصحابنا عن السيدين الباقر و الصادق عليهما
السلام أن المعنى بالطاغوت كل من يتحاكم إليه ممن يحكم بغير الحق، فالآية دالة على
تحريم التحاكم بل كفره، و كأنه يريد مع اعتقاد الحقية و العلم بتحريمه إلى حكام
الجور الذين لا يجوز لهم الحكم، سواء كان جاهلا أو عالما، فاسقا أو مؤمنا أم لا، و
تدل عليه الأخبار أيضا.
و لا يبعد كون أخذ الحق أو غيره بمعونة الظالم القادر مثل التحاكم
إلى الطاغوت، و لا يكون مخصوصا بإثبات الحكم لوجود المعنى، و إن كانت الآية مخصوصة
به.
و قد استثنى أكثر الأصحاب من ذلك صورة التعذر، بأن يكون الحق ثابتا
بينه و بين الله و لا يمكن أخذه إلا بالتحاكم إلى الطاغوت، و كأنه للشهرة و دليل
العقل و الرواية، و لكن الاحتياط في عدم ذلك، للخلاف و عدم حجية الشهرة، و عدم
استقلال العقل و ظهور الرواية. و احتمال اختصاص ذلك بعدم الحاكم بالحق مع إمكان
الإثبات لو كان، كما يشعر به بعض العبارات.
و أما إذا كان الحاكم موجودا بعيدا، أو قريبا و لا يمكن الإثبات لعدم
البينة و نحو ذلك و يكون منكرا فلا، و إلا انتفى فائدة التحاكم إلى الحق و نصب
الحاكم فيكون لكل ذي حق أن يأخذ حقه على أي وجه أمكنه بنفسه و بالظالم، و هو مشكل
إذا كان أمرا كليا، نعم لو كان عينا موجودة، يمكن جواز أخذها له إن أمكن بغير
مفسدة. و يتحرى ما هو أقل مفسدة. و بالجملة لا يخرج عن ظاهر الآية إلا بمثلها في
الحجية[1]. انتهى.