وهب قال:جاء رأس الخوارج إلى عليّ فقال له: اتّق اللَّه فانّك ميّت، فقال:
لا؛ و الّذي فلق الحبّة و برأ النّسمة و لكن مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه، و
أشار بيده إلى لحيته عهد معهود و قضاء مقضيّوَ قَدْ خابَ مَنِ
افْتَرى».
ثمّ ذكر روايات اخرى تدلّ على هذا المعنى.
قول المصنف (رحمه الله) في ص 148؛ س 1:
«حدّثنيالثّقة عن كميل بن زياد (إلى قوله):انّ هذه القلوب
أوعية فخيرها أوعاها.
(الحديث)».
قال ابن كثير في البداية و النهاية في ترجمة كميل بن زياد (ج 9؛ ص
46) ما نصه:
«كميل بن زياد بن نهيك بن خيثم النّخعيّ الكوفيّ روى عن عمر و عثمان و عليّ
و ابن مسعود و أبي هريرة و شهد مع عليّ صفّين و كان شجاعا فاتكا و زاهدا عابدا
قتله الحجّاج في هذه السّنة (سنة 82) و قد عاش مائة سنة قتله صبرا بين يديه، و
إنّما نقم عليه لأنّه طلب من عثمان بن عفّان القصاص من لطمة لطمها إيّاه فلمّا
أمكنه عثمان من نفسه عفا عنه فقال له الحجّاج: أو مثلك يسأل من أمير المؤمنين
القصاص؟! ثمّ أمر فضربت عنقه. قالوا: و ذكر الحجّاج عليّا في غضون ذلك[1] فنال منه و صلّى عليه كميل فقال له الحجّاج: و اللَّه لأبعثنّ إليك
من يبغض عليّا أكثر ممّا تحبّه أنت؛ فأرسل إليه ابن أدهم و كان من أهل حمص و يقال:
أبا الجهم بن كنانة فضرب عنقه.
و قد روى عن كميل جماعة كثيرة من التّابعين و له الأثر المشهور عن
عليّ بن أبي طالبالّذي أوّله: «القلوب أوعية فخيرها أوعاها».
و هو طويل قد رواه جماعة من الحفّاظ الثّقات، و فيه مواعظ و كلام
حسن، رضي اللَّه عن قائله».
[1]في الأصل: «غبون» و التصحيح قياسي ففي محيط المحيط للبستانى:
«الغضن
[كفلس و أسد] كل تجعد و تثن في ثوب أو جلد أو درع (ج) غضون، و في
غضون ذلك أي في أثناء ذلك أو أوساطه و طياته» و في المعجم الوسيط مثله.