قال ابن الأثير في أسد الغابة: «بسر هو بضمّ الباء و سكون
السّين ابن أرطاة و قيل: ابن أبي أرطاة- و اسمه عمرو بن عويمر (إلى أن قال) قال
أبو عمر:
كان يحيى بن معين يقول: لا تصحّ له صحبة، و كان يقول: هو رجل سوء و
ذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، منها ما نقله أهل الأخبار و أهل الحديث
أيضا من ذبحه عبد الرّحمن و قثم ابني عبيد اللَّه بن العبّاس بن عبد المطّلب و هما
صغيران بين يدي امّهما و كان معاوية سيّره إلى الحجاز و اليمن ليقتل شيعة عليّ و
يأخذ البيعة له فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالا شنيعة، و سار الى اليمن و كان
الأمير على اليمن عبيد اللَّه بن العبّاس عاملا لعليّ بن أبي طالب- رضى اللَّه
عنه- فهرب عبيد اللَّه فنزلها بسر، ففعل فيها هذا، و قيل: انّه قتلهما بالمدينة و
الأوّل أكثر قال:
و قال الدّارقطنيّ: بسر بن أرطاة له صحبة و لم تكن له استقامة بعد
النّبيّ صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم و لمّا قتل ابني عبيد اللَّه أصاب أمّهما
عائشة بنت المدان من ذلك حزن عظيم فأنشأت تقول:
ها من أحسّ بنيّي اللّذين هما
كالدّرّتين
تشظّى عنهما الصّدف
الأبيات؛ و هي مشهورة ثمّ وسوست فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشّعر
ثمّ تهيم على وجهها، ذكر هذا ابن الانباريّ و المبرّد و الطّبريّ و ابن الكلبيّ، و
دخل المدينة فهرب منه كثير من أهلها منهم جابر بن عبد اللَّه و أبو أيّوب
الأنصاريّ و غيرهما و قتل فيها كثيرا و أغار على همدان باليمن و سبى نساءهم فكنّ
أوّل مسلمات سبين في الإسلام، و هدم بالمدينة دورا و قد ذكرت الحادثة في التّواريخ
فلا حاجة إلى الاطالة بذكرها (إلى أن قال) و كان قد خرف في آخر عمره» فالأولى أن
نشير هنا إلى جملة من الكتب الّتي فيها ترجمته أو نبذة من أموره الشّنيعة و أفعاله
القبيحة فمنها الكامل