فقال[1]: ان سرت يا أمير المؤمنين سرنا معك فقال: اللَّهمّ ما لكم؟! لا
سدّدتم لمقال- الرّشد، أ في مثل هذا ينبغي لي أن أخرج؟! انّما يخرج في مثل هذا رجل
ممّن ترضون من فرسانكم و شجعانكم، و لا ينبغي لي أن أدع الجند و المصر و بيت المال
و جباية الأرض
عوف الأزدي و كان ممن تخلف عنه فقال: يا أمير المؤمنين أ رأيت
القتلى حول عائشة و الزبير و طلحة بم قتلوا؟- قال: قتلوا شيعتي و عمالى (الى أن
قال عليه السّلام) فقتلتهم بهم أ في- شك أنت من ذلك؟- قال: قد كنت في شك فأما الآن
فقد عرفت و استبان لي خطأ القوم و أنك أنت المهدي المصيب».
و نقل ابن أعثم الكوفي في الفتوح (ج 2؛ ص 348) نظيره. و في كتاب
صفين أيضا أنه ممن أنبهم أمير المؤمنين (ع) لتخلفهم عنه (انظر ص 11) و نظيره أيضا
ص 297 منه فراجع. و قال الطبري في تأريخه عند ذكره وقائع سنة احدى و ستين (ج 6؛ ص
264): «قال أبو مخنف: ثم ان عبيد اللَّه بن زياد نصب رأس الحسين (ع)
بالكوفة فجعل يدار به بالكوفة ثم دعا زحر بن قيس فسرح معه برأس الحسين و رءوس
أصحابه الى يزيد بن معاوية و كان مع زحر أبو بردة بن عوف الأزدي و طارق بن أبى
ظبيان الأزدي (الى آخر ما قال)».
[1]نقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن
البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص 671؛ س 18) و
قال السيد الرضى (رحمه الله) في نهج البلاغة في باب المختار من
الخطب: «و من كلام له عليه السّلامو قد جمع الناس و
حضهم على الجهاد فسكتوا مليا فقال (ع): «ما بالكم أ مخرسون
أنتم؟- فقال قوم منهم: يا أمير المؤمنين ان سرت سرنا معك فقال (ع): «ما بالكم لا سددتم
لرشد و لا هديتم لقصد».
فذكر الكلام قريبا مما في المتن بزيادة في آخره و هي
قوله (ع) بعد كلمة «شمال»: «طعانينعيابين حيادين رواغين انه لا غناء في كثرة عددكم مع قلة اجتماع
قلوبكم لقد حملتكم على الطريق الواضح التي لا يهلك عليها الا هالك، من استقام فإلى
الجنة، و من زل فإلى النار».
(انظر شرح النهج الحديدى ج 2؛ ص 259).
و قال ابن أبى الحديد في شرحه: «و هذا كلام قاله
أمير المؤمنين عليه السّلام في بعض غارات أهل الشام على أطراف أعماله بالعراق بعد
انقضاء أمر صفين و النهروان و قد ذكرنا سببه و واقعته فيما تقدم».
أقول: «قول ابن أبى الحديد: «على أطراف أعماله بالعراق» كأنه سهو منه فان الغارة قد كانت على
اليمن.