في أبي تراب؟- قال: فقال كلّ رجل منهم ما أراد؛ و معاوية ساكت و عنده
عمرو بن العاص و مروان بن الحكم فتذاكرا عليّا عليه السّلام بغير الحقّ.
فوثب رجل من آخر المجلس من أهل الكوفة [و كان قد] دخل مع القوم فقال:
يا معاوية تسأل أقواما في طغيانهم يعمهون[1] اختاروا الدّنيا على الاخرة و اللَّه لو سألتهم عن السّنّة ما
أقاموها[2] فكيف يعرفون عليّا و فضله؟! أقبل عليّ أخبرك ثمّ لا تقدر أن تنكر أنت
و لا من عن يمينك يعني عمرا[3]:
هو و اللَّه الرّفيع جاره، الطّويل عماده، دمّر اللَّه به الفساد، و
أبار[4] به الشّرك، و وضع به الشّيطان و أولياءه، و ضعضع به الجور، و أظهر به
العدل، و أنطق[5] زعيم الدّين، و أطاب المورد، و أضحى[6] الدّاجي، و انتصر به المظلوم، و هدم به بنيان النّفاق و انتقم به من
الظّالمين، و أعزّ به المسلمين، العلم المرفوع، و الكهف للعوّاذ، ربيع الرّوح، و
كنف[7] المستطيل، وليّ الهارب[8]، كريح رحمة أثارت سحابا
متفرّقا بعضها إلى بعض حتّى التحم و استحكم فاستغلظ فاستوى ثمّ تجاوبت نواتقه، و
تلألأت
يصدعه؛ أي يكسره مرة و يشقه اخرى و منه حديثه الأخر قيل له: خفض
عليك فان هذا يهيضك، و منه حديث عمر بن عبد العزيز: «اللَّهمّ قد هاضني
فهضه».
- هذه الفقرات الدعائية كلها في الأصل و البحار بصيغة المضارع صريحا.
[2]أي ما أظهروها و بينوها كما هو ينبغي
لانهم لا يعرفونها، و قوله «فكيف يعرفون عليا» يوضحه أي أنهم لا يعرفون السنة الواضحة البينة
فكيف يعرفون عليا و مقامه الأعلى الشامخ؟!
[3]لا يخفى عليك أن هذه القصة قد ذكرت في
الأصل و البحار فقط، و بينهما أيضا اختلاف في تقديم بعض الفقرات على بعض و غير
ذلك، فراعينا الأصل و اكتفينا بنقل بيان المجلسي (رحمه الله) بعد ذكره القصة كما
مر (انظر ص 547).
[4]في الأصل و البحار: «بار» يقال: أباره اللَّه أي أهلكه و أباده بالدال أيضا بمعناه.