عن محارب بن ساعدة الإياديّ[1] قال: كنت عند معاوية بن أبي سفيان و عنده أهل الشّام ليس فيهم غيرهم
إذ قال: يا أهل الشّام قد عرفتم حبّي لكم و سيرتي فيكم و قد بلغكم صنيع عليّ
بالعراق و تسويته بين الشّريف و بين من لا يعرف قدره، فقال رجل منهم: لا يهدّ
اللَّه ركنك، و لا يهيض جناحك[2]، و لا يعدمك ولدك، و لا يرينا
فقدك[3]. فقال: فما تقولون
[1]في القاموس: «و اياد (ككتاب] حي
من معد» و في شرحه من تاج- العروس: «و هم اليوم باليمن» قال ابن دريد: هما ايادان؛ اياد بن نزار، و
اياد بن سود بن الحجر بن عمار بن عمرو قال أبو داود الأيادي:
في فتو حسن أوجههم
من
اياد بن نزار بن مضر»
و قال ابن الأثير في اللباب: «الأيادي بكسر الالف
و فتح الياء المنقوطة باثنتين من تحت و في آخرها الدال المهملة؛ هذه النسبة الى
اياد بن نزار بن معد بن عدنان» أما محارب بن ساعدة فلم أجده مذكورا في كتب الرجال
و لم أعرف منه الا أنه مشترك في اسم الأب و النسبة مع قس بن ساعدة الأيادي الحكيم المشهور
الّذي قال الفيروزآبادي في القاموس في حقه: «و قس بن ساعدة
الأيادي بالضم بليغ حكيم و منه الحديث: يرحم اللَّه قسا انى لأرجو يوم القيامة أن
يبعث امة وحده» و في تاج العروس في شرح العبارة:
«واياد هو ابن نزار بن معد و نص الحديث لما قدم وفد اياد على رسول اللَّه
(ص) قال:
أيكم يعرف قسا؟- قالوا: كلنا نعرفه، قال: فما فعل؟- قالوا: مات،
قال: يرحم اللَّه قسا (الحديث)».
أما الحديث فنقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن البحار في باب نوادر
الاحتجاج على معاوية (ص 585؛ س 7) قائلا بعده: «بيان- قال الجوهري:
نتقت- الغرب من البئر أي جذبته؛ و نتقت المرأة أي كثر ولدها، و في القاموس: الناتق
الفائق و الرافع و الباسط، و من الزناد الواري، و من النوق التي تسرع الحمل، و من
الخيل الّذي ينفض راكبه (انتهى) و الأكثر مناسب كما يظهر بعد التأمل، و الخرير صوت
الماء، و تداعى القوم اجتمعوا، و رزت السماء صوتت من المطر، و كأن المهطول بمعنى
الهاطل أي المطر المتتابع أو الضعيف الدائم، و الأريب العاقل؛ و أرب الدهر اشتد».
[2]هذه الفقرة غير موجودة في البحار ففي
النهاية: (نقلا عن غريب الحديث للهروي): «في حديث عائشة: لما
توفى رسول اللَّه (ص) قالت: و اللَّه لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بى لهاضها أي
كسرها، و الهيض الكسر بعد الجبر و هو أشد ما يكون من الكسر و قد هاضه الأمر يهيضه،
و منه حديث أبى بكر: و النسابة يهيضه حينا و حينا