أن ينالوا من[1]قبلي ثمّ قالوا: هلمّ فبايع و الّا جاهدناك، فبايعت مستكرها و صبرت
محتسبا، فقال قائلهم[2]: يا ابن أبي طالب انّك على هذا الأمر لحريص فقلت: أنتم أحرص منّي و أبعد،
أ أنا أحرص إذا[3]طلبت تراثي و حقّي الّذي جعلني اللَّه و رسوله أولى به؟ أم أنتم إذ
تضربون وجهي دونه؟ و تحولون بيني و بينه؟! فبهتوا[4]،و اللَّه لا يهدى القوم الظّالمين[5].
اللّهمّ انّى أستعديك على قريش[6]فانّهم قطعوا رحمي، و أصغوا[7]إنائي،
[6]قال الشريف الرضى- رضى اللَّه عنه- في نهج البلاغة
في باب المختار من الخطب تحت عنوان «من كلام له عليه السّلام» ما نصه (انظر شرح النهج لابن أبى الحديد، ج
3، ص 36):
«اللَّهمّانى أستعديك على قريش و من أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي، و أكفئوا إنائي،
و أجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري، و قالوا: ألا ان في- الحق أن تأخذه،
و في الحق أن تمنعه، فاصبر مغموما أو مت متأسفا، فنظرت فإذا ليس لي رافد و لا ذاب و
لا مساعد الا أهل بيتي فضننت بهم عن المنية فأغضيت على القذى و جرعت ريقي على الشجى،
و صبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم و آلم للقلب من حز الشفار».
قائلا بعده: «و قد مضى هذا الكلام في أثناء خطبة متقدمة الا أنى ذكرته هاهنا
لاختلاف الروايتين».