و إجفالهم[1]اليه ليبايعوه، فأمسكت يدي و رأيت أنّي أحقّ بمقام رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه و آله في النّاس ممّن تولّى الأمر من بعده فلبثت بذاك ما شاء اللَّه حتّى
رأيت راجعة من النّاس[2]رجعت عن الإسلام يدعون الى محق دين اللَّه و ملّة محمّد صلى اللَّه
عليه و آله و إبراهيم عليه السّلام فخشيت ان لم أنصر الإسلام و أهله أن أرى فيه ثلما
و هدما يكون مصيبته[3]أعظم عليّ من فوات ولاية أموركم[4]الّتي انّما هي متاع أيّام قلائل ثمّ يزول ما كان منها كما يزول السّراب
و كما يتقشّع[5]السّحاب، فمشيت عند ذلك الى أبي بكر فبايعته و نهضت في تلك الأحداث
حتّى زاغ[6]الباطل و زهق و كانت«كَلِمَةُاللَّهِ هِيَ الْعُلْيا[7]»
بغتة: ما راعني الا كذا، و الروع بالفتح الفزع كأنه يقول: ما أفزعنى
شيء بعد ذلك السكون الّذي كان عندي و الثقة التي اطمأننت اليها الا وقوع ما وقع من
انثيال الناس اى انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب على أبى بكر».
[2]في النهج: «حتى
رأيت راجعة الناس» فقال المجلسي (رحمه الله) في توضيح الفقرة:
«أيالطائفة الراجعة من الناس التي قد رجعت عن الإسلام يعنى أهل الردة كمسيلمة
و سجاح و طليحة بن خويلد، و يحتمل أن يكون المراد بهم المنافقين المجتمعين على أبى
بكر فإنهم كانوا يغتنمون فتنة تصير سببا لارتدادهم عن الدين رأسا».
[3]في البحار: «المصيبة
بهما على» و في شرح النهج: «المصاب بهما» و في النهج:
[5]قال المجلسي (رحمه الله): «كما
يتقشع، أي يتفرق و ينكشف».
[6]في النهج: «زاح» فليعلم أن السيد (رحمه الله) أورد في النهج: بعد قوله:
«حتىزاح الباطل و زهق» هذه الفقرة: «و
اطمأن الدين و تنهنه» و لم يذكر من الخطبة شيئا حتى قال: «و من
هذا الكتاب: انى و اللَّه لو لقيتهم» و سنشير الى هذا الأمر عند شروعه في النقل من
العبارة المشار اليها.