هل من بيّنة؟- قال: لا، فقضى بها للنّصرانىّ، فمشى هنيّة[1]ثمّ أقبل فقال:
أمّا أنا فأشهد أنّ هذه أحكام النّبيّين، أمير المؤمنين يمشي بى الى
قاضيه.! و قاضيه يقضي عليه.! أشهد أن لا إله الّا اللَّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا
عبده و رسوله، الدّرع و اللَّه درعك يا أمير المؤمنين انبعث[2]الجيش و أنت منطلق الى صفّين فخرّت من بعيرك الأورق[3]فقال: أمّا إذا أسلمت فهي لك، و حمله على فرس.
قال الشعبي:
و أخبرنى من رآه يقاتل مع عليّ- عليه السّلام- الخوارج في النّهروان[4].
حدّثنا محمّد، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم، قال: و أخبرني
[1]في النهاية: «فيه: انه أقام هنية أي قليلا من
الزمان، و هو تصغير هنة و يقال:
هنيهة أيضا».
أقول: من أراد تفصيل الكلمة فليراجع معاجم اللغة المبسوطة.
[2]من هنا أي من «انبعث» الى قوله «الأورق» في الأصل فقط.
[3]في النهاية: «الأورق الأسمر و الورقة السمرة،
يقال: جمل أورق و ناقة ورقاء، و منه حديث ابن الأكوع: خرجت أنا و رجل من قومي و هو
على ناقة ورقاء، و حديث قس: على جمل أورق» و في مجمع البحرين: «الأورق من الإبل الّذي في لونه
سواد الى بياض، و منه: جمل أورق».
[4]نقله المجلسي (رحمه الله) في ثامن البحار في باب ذكر
أصحاب النبي (ص) و أمير المؤمنين (ع) (ص 733، س 20) و أيضا في المجلد الرابع و العشرين
من البحار في باب جوامع أحكام القضاء في (ص 13، س 18) و نقله المحدث النوري (رحمه الله)
في المستدرك في كتاب القضاء في باب نوادر ما يتعلق بأبواب آداب القاضي (ج 2، ص
197) لكن الى قوله: «تظلموا» و أشار الى باقيه بقوله: «الخبر» و نقله ابن عساكر في تاريخه و لما كانت عبارته مشتملة
على زيادات سننقله بعين عبارته في تعليقات آخر الكتاب ان شاء اللَّه تعالى.