الفريدة الرابعة في دفع شبهات تورد على القول بالمعاد الجسماني
و شبهة الآكل و المأكول
يدفعها من كان من فحول
إذ صورة بصورة لا تنقلب
على الهيولى الانحفاظ منسحب
ففي وعاء الدّهر كلّ قد وقي
ما عندكم ينفد عنده بقي
تبلى إذا غطا زماننا انخزل
مراتب السيّال مع كل عمل
فذلك الكتاب لن يغادرا
شيئا صغائرا و لا كبائرا
و ليس حشر الجسم نسخا يمتنع
نعم لدينا باطنيّ ما منع
فباعتبار خلقة الإنسان
ملك أو أعجم أو شيطان
فهو و إن وحّد دنيا وزّعا
أربعة عقبى فكان سبعا
بهيمة مع كون شهوة غضب
شيمته و إن عليه قد غلب
مكر فشيطان و إذ سجيّة
سنيّة فصور بهيّة
و كلّها توجد لا من شيء
تجري من الأخلاق مجرى الفيء
بملكات ذي جهات الفاعل
تخالفت لا بجهات القابل
فملكه بالقضّ و القضيض
و أينه من أوج أو حضيض
بكلّها في صقع نفسه انطوت
جزيت الأيدي بما قد كسبت
و جنّة عرضها الأرض و السّما
لواسع القلب و لا تصادما