responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 428

قوله عزّ من قائل [سورة الزلزلة (99): آية 5]

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى‌ لَها (5)

الباء للسببّية، و هي متعلّقة- ب «تحدّث»، أي: تحدّث أخبارها بسبب ايحاء ربّك- يا محمّد- لها و أمره إيّاها بالتحديث بألسنة ناطقه بإذن اللّه من مواضع النطق و الإعلام، و مشاهد الإظهار و الإخبار، و ذلك بحسب صور كمالاتها الاخرويّة و غايات استكمالاتها المؤديّة إلى النشأة الثانية، نشأة الأرواح و النفوس، و موطن المجازاة على الأعمال و الحركات.

و مثل هذا التحديث من الأرض في ذلك اليوم شهادة الأيدي و الأرجل و الجلود بما كانوا يعملون، فكما أنّ الأعمال البشريّة و الأفعال الصادرة من أفراد الإنسان مدّة كونهم في هذه الدار تتأدّى بهم يوم الآخرة إلى صور و هيئات تقتضيها الأخلاق و النيّات الحاصلة من تكرّر تلك الأعمال و الأفعال، و بحسبها يشهد عليهم سمعهم و أبصارهم و جلودهم بما كانوا يعملون:

وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ [41/ 21].

فكذلك حكم زلزلة الأرض و اندكاك الجبل و انشقاق السماء، ينطق كلّ منها بلسان يخصّه، و يفصح بوحي يوحي إليه عن أحواله و أفعاله بنطق حسّي أو عقلّي كما أوحاه اللّه إليه و أنطقه به.

و قوله: أَوْحى‌ لَها بمعنى: اوحى اليها. و قيل: «الباء» للصلة، و يكون المعنى: يومئذ تحدّث بتحديث أنّ ربّك أوحى لها أخبارها، على أنّ تحديثها «بأنّ‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست