نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 31
الفلكيّة الدائرة التي تديرها النفوس السماويّة بأيدي قواها العمليّة
طربا و شوقا و تقرّبا إلى مباديها و غاياتها و معشوقاتها العقليّة و محرّكاتها
الفلكيّة [14]،
و
يطوفون عليهم أيضا بكأس مملوّ من شراب الأحديّة معين، جار في أنهار المدارك
الشوقيّة و المشارب الذوقيّة، مكشوف لأهل المشاهدة و العيان، إذ منبعه منشأ الحيوة
و العقل و الشهود. فكيف لا يعان و لا يعاين.
لا يوجد [15] من شربها صداع
لصفائها من كدر الشرّ و الآفة و فساد التركيب و غلبة أحد الأضداد، كخمور هذه
الدنيا، و تعاليهم عن تأثير المزاحمات و تصديع المصادمات لتجرّدهم عن عوالم
التراكيب، و الأضداد و ارتفاعهم عن الطبقات السافلة التي يوجد فيها الشرّ و
الفساد.
و قرء مجاهد لا يصدّعون بمعنى لا يتصدّعون، أي لا يتفرّقون. كقوله
تعالى في حقّ الكفّار:يَوْمَئِذٍ
يَصَّدَّعُونَ [30/ 43] و ذلك لأنّ
منشأ صحبتهم و مبدأ جمعيّتهم هو مشرب المحبّة الإلهيّة و نشأة الوحدة المعنويّة و
الوصلة الايمانيّة و الرابطة الحكميّة، ليس باعثها الأغراض النفسانيّة و الأوضاع
الجسمانيّة المؤديّة سريعا إلى التفرقة و الوحشة و النفرة.