نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 32
و قوله:لا
يُنْزِفُونَ إن كان بفتح «الزاء»
فمعناه:
لا يذهب عقولهم بالسكر كما في قوله تعالى:لا فِيها غَوْلٌ وَ لا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ [37/ 47] و هذا في قرائة
الكوفيّين غير عاصم.
و إن كان بكسر الزاء- كما في قرائة الباقين- فالمعنى لا يفنى شرابهم
الروحاني و لا تزول نشأة مدامهم الحبّي الإلهيّ، إذ منبعه منبع فيض الوجود [17] الأبدي و عين ماء الحيوة السرمدي الذي لن
يبرح من اسكوب الفضل سائلا مائلا و من منبع الإفاضة و الرحمة طائلا نائلا.
قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة [56]: الآيات 20 الى 21]
يتخيّرون: يأخذون خيره. يقال: تخيّرت الشيء: أخذت خيره و أفضله.
و يشتهون: يتمنّون. فإنّ أهل الجنّة إذا تخيّروا شيئا و اشتهوه خلقه
اللّه دفعة، فإذا تمّنوا فاكهة- أي فاكهة كانت- تكوّنت بإذن اللّه كما تخيّروه. و
إذا تمنّوا لحم الطير النضيج خلق اللّه لهم لحم الطير نضيجا من غير حاجة إلى ذبح
الطير و إيلامه.
قال ابن عبّاس رضى اللّه عنه: يخطر على قلبه الطير فيصير [18] ممثّلا بين يديه على ما اشتهى.
و هذا علم غفل عنه الأكثرون و أدركه المكاشفون إدراكا علميّا ذوقيّا
بعد أن اعتقدوه اعتقادا ايمانيّا، و ربما يبلغ العارف إلى مقام يقال له «مقام
كن»