نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 289
الصفات المكتسبة مثل العصبيّة و العناد و اللجاج و العجب و سوء الظنّ
و التكبّر و حب الرياسة.
و قوله تعالى:فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ إشارة إلى مرض
القلوب و لذا قال:
فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ [2/ 10] لأنّ مرض القلب ممّا
يشتدّ يوما فيوما و يرسخ حتّى يؤدّي إلى الهلاك السرمد و العذاب الأبد، و قوله
تعالى:لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ
حَيًّا [36/ 70] إشارة إلى من
لم تمت حياته الباطنيّة، و كلّ حيّ بالبدن ميّت بالقلب فهو عند اللّه من الموتى، و
إن كان عند أهل الحجاب من الأحياء، و كذا كلّ ميّت يميت بالبدن حيّ بالقلب فهو من
الأحياء، لأنّ العبرة في عالم الحقيقة بالقلب لا بالقالب، و لذلك كان الشهداءأَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ بالأرزاق
المعنويّةفَرِحِينَ
بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
و
هي اللذات العقلية- و إن كانوا موتى بالأبدان.
و أمّا اللذّة التي يشارك الإنسان بها بعض الحيوانات فهي كلذّة
الغلبة و الاستيلاء و الرياسة، أو كلّها فهي كلذّة البطن و الفرج، فإنّ الأولى
موجودة في الأسد و النمر و أشباهها، و الثانية موجودة في سائر الحيوانات، فهذه
أكثرها وجودا و أخسّها رتبة، و لذلك اشترك فيها كلّ ما دبّ على الأرض و درج، حتّى
الديدان و الحشرات.
و من جاوز هذه الرتبة يستثبت [2] فيه لذّة الغلبة و هي أشدّها التصاقا بالمتعاقلين.
فإن جاوز ذلك ارتقى إلى الثالث، فصار أغلب اللذات عليه لذّة العلم و
الحكمة، لا سيّما معرفة الحقّ الأوّل و معرفة صفاته و أفعاله من الجواهر الملكيّة