نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 290
و الفلكيّة و النفوس الأرضيّة و ما بعدها من جهة مباديها و غاياتها و
هذه رتبة الصدّيقين، و هي المسمّاة عند الحكماء و العرفاء بالخير الحقيقي، و باقي
الخيرات خيرات بالإضافة.
و إلى الخير الحقيقي أشار بقوله:وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ
[3/ 198] و إلى الخير الإضافي أشار بقوله تعالى:قُلْ ما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَ مِنَ التِّجارَةِ لما بيّنّا أن عند اللّه يوجد كلّ نعمة و رزق
دنيوي و اخروي لأنّ الجميع ظلال أنواره و رشحات بحاره.
اعلم إنّ دعوى كون ما عند اللّه خيرا من اللهو الذي هو لذّة القوّة
الحسيّة و شهوة النفس البهيميّة، و من التجارة التي هي لذّة القوّة الخياليّة و
النفس السبعيّة إذ بها يحصل الجاه و الحشمة، ممّا يشكل إثباته على أكثر الناس
لغلبة التجسّم عليهم و كثافة الحجاب فيهم.
فإنّ كون معرفة اللّه و صفاته و معرفة ملكوت سماواته و أسرار ملكه
أعظم من لذّة الرياسة و سائر المرغوبات ممّا يختصّ دركه بمن نال رتبة المعرفة و
ذاق مشرب الحكمة، و لا يمكن إثباته على من لا قلب له، لأن القلب معدن هذه القوة،
كما لا يمكن إثبات لذة الرياسة و رجحانها على لذّة الوقاع عند الأداني و السفهاء،
و لا إثبات لذّة الوقاع على لذّة اللعب بالكرة و الصولجان عند
[3] من هنا الى آخر الاشراق السادس مقتبس مما جاء في احياء
علوم الدين (4/ 309 الى 311) بتغييرات و إضافات من المؤلف (ره).
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 290