نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 26
الأضداد فقد شابه السبع الشداد، و من حيث مفارقة صورته الموادّ
القوابل يشاكل العلل الأوائل و العقول الفواعل.
و أشرف الإنسان من بلغ في الشرف و البرائة إلى مرتبة السابقين
الأوّلين من الملائكة المقرّبين فصار متّحدا بالعقل الفعّال اتّحاد العاقل
بالمعقول كما ذهب إليه كثير من الحكماء و أشارت إليه كلمات الأولياء و شهدت عليه
أذواق الصوفيّة و برهن عليه في الشواهد الربوبيّة.
فانظر إلى إتقان حكمة المبدع البديع وجود الصانع المنيع كيف بدء
بالوجود من الأشرف فالأشرف حتّي اختتم بالأجسام و انتهى إلى معدن الشرور و الظلام،
ثمّ شرع في التلطيف و التشريف و الإنارة و التصعيد و التكميل بإفاضة ثانية و لطف
جديد، ففتح فاتحة أخري للجود و الإفادة، و أنشأ النشأة الثانية للإعادة، و قد قال
سبحانه:كَما بَدَأْنا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ
[21/ 104] فعكس الترتيب الأوّل من الأخسّ فالأخسّ إلى النفيس فالأنفس حتّى بلغ
به إلى أرواح كالأملاك و أبدان كالأفلاك و هكذا إلى أن وقع الاختتام بروح أشرف
الأنام خاتم الرسل المضاهي بنوره نور العقل الأوّل. و لهذا المعنى قال صلّى اللّه
عليه و آله: أوّل ما خلق اللّه نوري
[11].
فتّمت به دائرة الوجود و عادت سلسلة الإفاضة و الجود في النهاية حيث
وقعت منه البداية و هو سبحانه المبدأ و المنتهى في البداية و الرجعى