responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 27

قوله عزّ اسمه: [سورة الواقعة (56): آية 12]

فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12)

اعلم إنّ هؤلاء الأصفياء و إن كانوا من جهة هويّاتهم العقليّة مقرّبين منه تعالى لأنّهم جالسون تحت قبة الجبروت لكنّهم من جهة نفوسهم الحيوانيّة المطيعة لأمر اللّه المسلمة لحكمه منسرحون في مراتع اللّذات متنعّمون بنعيم الجنان فإنّ لكلّ حقيقة درجات في الوجود و مراتب بعضها فوق بعض لا ينفكّ بعض مراتبه عن بعض، فما من حقيقة كلّيّة هي مظهر اسم من أسماء اللّه إلّا و لها بعد مرتبة ذلك الاسم الإلهيّ عقل و نفس و طبيعة و جسم، حتّى أنّ هذه الخلائق الكونيّة إنّما هي أصنام و أضلال لحقايق اخرى عقليّة روحانيّة و هذه الأرض إنّما هي صنم لأرض عقليّة روحانيّة و هذا الإنسان الحسّي إنّما هو صنم للإنسان العقلي، و الإنسان العقلي مظهر لإسم اللّه و نور من أنواره حاصل من أمره في عالم الغيب، كما قال: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [17/ 85].

ثمّ إذا ثبت أنّ لكلّ حق حقيقة و لكلّ محسوس معقولا فيحتمل أن يراد من الجنّات: الجنّات العقليّة. فإنّ الجنّة جنّتان: جنّة محسوسة بالحواسّ الاخرويّة. و جنّة معقولة مشاهدة ببصر الباطن العقلّي و لكلّ منهما درجات. كما أنّ العالم عالمان: غيب و شهادة، و لكلّ منهما منازل فالإنسان السعيد بروحه الذي هو عقل بالفعل جنّة معنويّة بما يحمله من المعارف و العلوم، و لنفسه الحيوانيّة جنّة صوريّة بما يحمله من اللذات و الشهوات و يناله من طريق قواها العمليّة الحسيّة من أكل و شرب و نكاح و غيرها جزاء بما صبرت‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست