responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 235

الظلمانيّة لضراوتهم بها و اعتيادهم من الطفوليّة و الصبى، حتّى زالت استعداداتهم و انحطوا عن رتبة الإنسانيّة فمسخوا و مثّلوا بالبهائم و السباع كما قال تعالى: وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ [5/ 60].

و إن حوفظوا و دعوا بالسياسات الشرعيّة و العقليّة و الحكم و الآداب و المواعظ الوعديّة و الوعيديّة ترقّوا من حدّ البهيمة و تنوّرت بواطنهم بنور الملكيّة، كما قال الشاعر:

هي النفس إن تهمل تلازم خساسة

و إن تنبعث نحو الفضائل تلهج‌

فلهذا وضعت العبادات و فرض عليهم تكرارها في الأوقات المعيّنة ليزول عنهم بها درن الطبائع المتراكمة في أوقات الغفلات، و ظلمة الشواغل العارضة في أزمنة اتّخاذ اللذات و ارتكاب الشهوات، فيتنوّر بواطنهم بنور الحضور و ينتقّش‌ [18] قلوبهم بالتوجه إلى الحقّ عن السقوط في هاوية النفس و العثور، و يستريح بروح الروح و حبّ الوحدة عن وحشة الهوى و تفرّق الكثرة.

كما

قال صلّى اللّه عليه و آله: «الصلوة إلى الصلوة كفّارة ما بينهما من الصغائر ما اجتنبت الكبائر» [19].

أ لا ترى كيف أمرهم عند الحدث الأكبر و مباشرة الشهوة بتطهير البدن بالغسل، و عند الحدث الأصغر بالوضوء، و عند الاشتغال بالاشتغال الدنيويّة في ساعات اليوم و الليلة بالصلوات الخمس المزيلة لكدورات مدركات الحواسّ الخمس الحاصلة في النفس منها كلّ بما يناسبه؟


[18] في ج 1 ص 276: و ينبعث.

[19] جامع أحاديث الشيعة: كتاب الصلوة، الباب 1 الحديث 53.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست