نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 234
الإشراق الرابع[15]في الحكمة المتعلّقة بوجوب الصلوة يوم الجمعة
اعلم إنّه لمّا اقتضت الأسماء الحسنى الإلهيّة ظهور آثارها جميعا في
المظاهر الكونيّة لئلّا يتعطّل طرف من الالوهيّة ظهرت في نوع الإنسان الذي أوجده
لأجل العبادة كما أشار إليه بقوله:وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [51/ 56] و طبائع أكثر الناس
مجبولة على العدول عن منهج الحقّ و الانحراف عن سنن العدل كما أشار إليه بقوله:وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ [34/ 13] و قوله:وَ ما أَكْثَرُ النَّاسِ وَ لَوْ
حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ
[12/ 103] و قوله:وَ
أَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ
[23/ 70] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
و قد تقرّر هذا البيان بنيانه [16] في كثير من الأحاديث القدسيّة، مثل
قوله تعالى: «كلكم ضالّ إلّا من هديته، فاسألوني الهدى
أهدكم. و كلكم فقير إلّا من أغنيته فاسألوني أرزقكم، و كلّكم مذنب إلّا من غفرته
فمن علم منكم أنّي ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له و لا ابالي» [17].
فلو أن الناس أهملوا و طبائعهم و تركوا سدى و خلّى بينهم و بين
طبائعهم لتوغّلوا في الدنيا، و انهمكوا في اللذات، الجسمانية، و طلبوا دواعي
القوى
[15] ذكر المؤلف ما جاء في هذا الاشراق و ما بعده في تفسير سورة
البقرة 1/ 274- 285.