نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 214
المراتب بمرتبة واحدة أخيرة، و هي التي يصير المنّي بها تامّ
الاستعداد لقبول الصورة الحيوانيّة، فلا يكاد فيما يزيد منها على البدن لما ينقص
من الأعضاء عنه، فلهذا يعرض الفناء.- فهو أيضا أمر تخمينيّ مبناه على الظنون و
الترجيحات الخياليّة- لا على المقدّمات الاضطراريّة البرهانيّة، و البرهان هو
المتّبعقُلْ هاتُوا
بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.
و أمّا حكاية النجوم و أحكامها في باب مقادير الأعمار: فأكثرها
مجازفات و تخميناتوَ
ما يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ
شَيْئاً.
بل الحقّ الحقيق بالتصديق أنّ الطبيعة بحسب ما أودعه اللّه في جبلتها
إذا جاوزت النوع الأخسّ- و قد بقيت بعد- فلا بدّ و أن تتخطّى النوع الأشرف، و الّا
لكانت معطّلة، و لا معطل
[8]
في
الوجود. و قد تقرّر أيضا في العلوم الإلهيّة أنّ الطبيعة العنصريّة ما لم توف
النوع الأخسّ لم تتجاوز منه الى النوع الذي فوقه.
ثمّ لا شبهة في أنّ الإنسان بحسب كمال خلقته البدنيّة أشرف الأنواع
الحيوانيّة، لكونه تامّ الحواسّ، مع
[9]
قوّتين
أخريين تخصّان به، و هما نظريّة و عمليّة، فمعلوم أنّ طبيعته قد تجاوزت عن جميع
الحدود المترتّبة التي في سائر الحيوانات، بعد ما تجاوزت عن سائر الدرجات
النباتيّة، المتجاوزة عن الجماديّة و الجسميّة و الجوهريّة المطلقة و الشيئيّة
العامّة، و هي بعد في الحركة المعنويّة، و لم يبق من الصور و الأنواع الممكنة في
عالم الطبيعة و نشأة الدنياويّة إلّا و تجاوزت عنه متوجّهة نحو غيره، فلا بدّ من
توجّهها و رجوعها إلى عالم الآخرة و عند