responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 215

اللّه، سواء كانت سعيدة مسرورة، أو شقيّة مخذولة معذبّة منكوسة، لأنّ هذه الحركة من النفس ليست اختياريّة بل اضطراريّة جبليّة.

فالموت الطبيعي عبارة عن تجاوز الطبيعة الإنسانيّة عن مراتب الاستكمالات الحيوانيّة المناسبة لها في هذه الدار- و هي عالم الشهادة- إلى أوّل نشأة تكون لها في الدار- الآخرة و عالم الغيب.

فهذا هو السبب البرهاني اللمّي لعروض الموت، كما أنّ ما ذكرناه أوّلا هو السبب الغائي له. فافهم و اغتنم فإنّه مع كمال وثاقته و قوّته و وضوحه و جلائه ربما خفي على الأذهان القاصرة الغير المناسبة لمطالعة المبادئ الإشراقيّة، و أخذ النتائج المطلوبة منها لاعتيادها بالتلقّف و الاكتساب عن المبادئ التقليديّة الحسيّة- و اللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

تذكرة تمثيلية [يجب الاستغناء عن البدن قبل خرابه‌]

إنّ معنى الموت في الحقيقة يرجع إلى ترك النفس استعمال الجسد، لأنّ البدن للنفس بمنزلة الدكّان للصانع، و الأعضاء بمنزلة الآلات، فإذا كلّت آلات الصانع أو انكسرت أو خرب الدكّان و انهدم بنائه فإنّ الصانع لا يقدر على عمل شي‌ء من الصنعة إلّا أن يتجدّد دكّانا آخر و أدوات متجدّدة اخرى.

فكلّ صانع حكيم إذا فكر في أمره و نظر في عواقب عمره علم بأنّه لا بدّ و أن يخرب يوما دكّانه و تكلّ أدواته و تضعف قوّة بدنه و يذهب أيّام شبابه، فمن بادر و اجتهد قبل خراب الدكّان و كسر الآلات و ذهاب القوّة و اكتسب مالا يغنيه عن الدكّان و استغنى عن السعي، فإنّه لا يحتاج بعد ذلك إلى دكّان آخر

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست