responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 20

و الإنسان في أوّل تكوّنه بالقوّة في كمال كلّ من هذه المبادي الثلاثة و هو بحسب كمال كلّ قوّة يقع في عالم من العوالم بمقتضى طبيعة تلك القوّة إن لم يكن لها مانع، فله نشآت ثلاث بحسب قوى ثلاث، فهو بالقوّة في أوّل الوجود. فأوّل ما يخرج فيه من القوّة إلى الفعل هو نشأة الحسّ و كماله بحسبه يقتضي السكون في هذه الدار و الانسراح في مراتع الشهوات كالبهائم و الحشرات، فإذا تجاوز عن هذا المنزل يحدث فيه العقل العملي. و قوّة التخيّل، و كماله بحسب هذه القوّة يقتضي له التشوّق إلى الدار الآخرة و الكون هناك، من حيث يتخيّل الخيرات المظنونة، و يقصد الأفعال الحسنة، و ينوي فعل الطاعات و ترك القبائح و السيّئات، و معاد الإنسان من حيث همته.

ثم إذا ساعده التوفيق الإلهي و ارتفع إلى كمال القوّة النظريّة يحيط بالكلّيّات، و يتّصل بالمفارقات، و يعرف المبادئ و الغايات، علما برهانيّا و إدراكا مقدّسا عن شوب تغيّر و تجدّد أو ظنّ أو تخمين، فمنزلته منزلة المقدّسين.

فعلم إنّ الإنسان صار بحسب هذه المقامات منقسما على ثلاثة أقسام، و لكلّ قسم أحوال مخصوصة بحسب الآخرة، و له منزل خاصّ من المنازل الكلّيّة- و إن كان تحت كلّ قسم أنواع بلا نهاية- و هذا لا ينافي وحدة النوع الإنساني قبل أن يصير باطنه خارجا من القوّة النفسانيّة إلى الفعل الصوري الباطني في صفة من الصفات المكمونة فيه، المخزونة في طينته.

فوقعت الإشارة إلى تفصيل هذه الأقسام الثلاثة في قوله عزّ اسمه:

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست