responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 168

فعل العبد أصلا، و إن كان حصوله و فيضانه من اللّه ممّا يتوقّف على تصفية بيت القلب بمكناس الرياضة و تطهيره بإزالة الأوهام الباطلة و إزاحة العقائد الفاسدة بالتأمّلات و التفكّرات الموافقة لصورة الحقّ، و هي جملة الحركات الاختياريّة النفسيّة و الأعمال البشريّة القلبية المعدّة لورود أشعّة نور اللّه تعالى‌ [19]، و لا اختيار للعبد إلّا في مثل ما ذكر، و أمّا في وقوع نور الحكمة في قلبه فذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء لا اختيار لأحد فيه، إلّا أنّ الغالب عدم تخلّف ذلك النور عن قلب العبد المجاهد الصبور مع شرائط الحضور.

اللهمّ إلّا أن يفسّر الحكمة بنفس الأفعال الحسنة و هو ليس بصحيح، و إلّا لكان كلّ فعل حسن حكمة، و كلّ فاعل يفعل فعلا حسنا حكيما- و إن كان من المجانين و السفهاء-.

بل المراد من الحكمة- كما وقعت إليه الإشارة- إمّا نفس العلوم الحقيقيّة أو الخلق الذي هو منشأها، أو الملكة الصادرة منه الأفعال على وجه الصواب، و على أيّ وجه من هذه لم تكن الحكمة من الأفعال البشريّة، بل تكون إمّا من الكيفيّة النفسانية، أو الجوهر المفارق- تأمّل-.

فتلك الآية و أمثالها ما دلّت إلا على أنّ الحالة النفسانيّة مخلوقة للحقّ و لا نزاع لأحد من أهل الكلام فيها، و لا دلالة فيها على أنّ الأفعال البشريّة مخلوقة له تعالى من غير اختيار للعبد فيها.

و تحقيق هذه المسألة العظيمة التي فيها مزلّة الأفهام و مزلقة الأقدام ممّا يحتاج إلى بسط في الكلام لا يليق بهذا المقام.

و ظنّي أن لا ثلمة في الإسلام أكثر ممّا وقع من جهة الإفراط و التفريط في‌


[19] أنوار اللّه تعالى- نسخة.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست