نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 169
هذا المرام، فكم من مقصّر و غال فيه، و ما أشدّ سخافة ما ذهب إليه
أصحاب أبي الحسن من الإعتقاد بخلق الأفعال في العباد على الوجه الذي صوّروه و
تصوّروه و اعتقدوه، إذ بها ينسدّ أبواب المعرفة و الحكمة و ينفسخ الإعتقادات
البرهانيّة و يبطل الغايات و النتائج العقليّة المبتنيّة كلّها على إثبات الترتيب
و العليّة و المعلوليّة بين الموجودات و وجود سلسلة الأسباب المؤديّة إلى الغايات.
و أمّا ما تنوّر به قلوب المهتدين بأنوار حكمة الأنبياء، و ذهب إليه
المحقّقون من أكابر الحكماء من كون الوجود على الإطلاق فائضا من الحق على كلّ
موجود، لا بالاتّفاق- بل بترتيب لازم و استحقاق ثابت، فما تقدّم متقدّم و لا تأخّر
متأخّر إلّا بقضاء سابق و قدر لا حق- فهو الحقّ الذي لا محيد عنه 10، و هو معنى التوحيد في الأفعال مع إثبات الحكمة و
المصلحة و النظام من غير اختلال.
و تحقيق هذا فوق ما يصل إليه أذهان الأشاعرة و أهل الاعتزال- فسبحان
من تنزّه عن الفحشاء، و سبحان من لا يجري في ملكه إلّا ما يشاء.
بحث و تحصيل [المقصود من الحكمة ليس القرآن أو النبوة]
فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون المراد من الحكمة المستعملة في عدّة
مواضع من القرآن إمّا النبوّة أو القرآن، أو قوّة الفهم أو الخشية- على ما هو قول
الربيع بن أنس؟
قلنا: الدليل المذكور يدفع هذه الاحتمالات، لأنّه ثبت بالنقل
المتواتر أنّه يستعمل لفظ الحكيم في غير الأنبياء، فيكون الحكمة مغايرة للنبوّة
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 169