نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 14
فكما أنّ إيجاد الخلائق في أزمنتها و أوقاتها المتكثّرة المتجدّدة
إنّما هو من من قبل اللّه تعالى و بالقياس إلى مجاوريه و مقرّبية من ذوات الملائكة
المقرّبين و عقول أوليائه الصدّيقين في دفعة واحدة- و إليه أشير
بقوله صلّى اللّه عليه و آله: «جفّ
القلم
بما هو كائن» [1]
مع أنّه تعالىكُلَّ
يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ إذ له تعالى
شأن واحد في شئون كثيرة حيث لا يشغله شأن عن شأن و زمان عن زمان، و لا مكان عن
مكان لتعاليه عن هذه الأشياء مع انبساط نور وجوده عليها و ارتفاعه عن الانحصار في
عالم الأرض و السماء مع شمول علمه و نزول رحمته إلى ما تحت الثرى- فكذلك بعث
الخلائق كلّهم من أجداثهم في لحظة واحدة من جهته [2] لقوله:وَ
ما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [16/ 77].
و من خواصّ يوم القيامة أنّ مقداره بالقياس إلى طائفة خمسون ألف سنة
لقوله تعالىتَعْرُجُ
الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
سَنَةٍ [70/ 4] و بالقياس إلى
طائفة اخرىكَلَمْحِ
الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ
[16/ 77]إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً. وَ نَراهُ قَرِيباً [70/ 6].
و كذلك من خواص الساعة أنّها منتظرة الوقوع بالقياس إلى طائفةيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ
كُنْتُمْ صادِقِينَ [67/ 25]وَ لا يَزالُ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً [22/ 55] و هي بالقياس إلى طائفة
اخرىأَنَّ السَّاعَةَ
آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها
[22/ 7].