هذا من قبيل قولك: «كانت الكائنة» و «حدثت الحادثة». و المراد القيامة و ساعتها. و
الناظرون في علم الكتاب بعين الاحتجاب يظنّون أنّ زمان الآخرة و ساعتها من جنس
أزمنة الدنيا و ساعتها، حتّى أنّهم يتوهّمون أنّ يوم القيامة يوم مخصوص متّصل
أوّله بآخر أيّام الدنيا، فيشكل عليهم وقوع الإخبار عن وقوعه و وقوع حالاته
بالفعل- كما في هذه الآية.
و قد تكرّرت الإخبار عن وقوع القيامة و حالاتها في القرآن بألفاظ
دالّة على ثبوتها و تحقّقها بالفعل- مثل قوله تعالى:وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ [39/ 68] و قولهوَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ
غِلٍ- الآية- [7/ 43]وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ ...وَ نادى أَصْحابُ
النَّارِ ....وَ نادى
أَصْحابُ الْأَعْرافِ ...-
الآيات-
[7/ 44- 50] و أشباهها كثيرة- فوقعوا في تكلّف أرباب المجاز و المبالغة، كما قيل
في الكشّاف و غيره:
«إنّها وصفت بالوقوع لأنّها تقع لا محالة» و لم
يتذكّروا بمعنى قوله تعالى:ما
خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ
[31/ 28] فنسبة البعث إليه كنسبة الخلق.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 13