و أمّا إذا كان المتوفّى من أصحاب اليمين و أهل سلامة القلب من
الأمراض النفسانيّة- كالجهل المركّب و الحسد و الكبر و المكر و الغيلة [52] و الجحود، سواء كانت صحيفة أعمالهم ساذجة
من آثار الأعمال، و ألواح نفوسهم خالية عن النقوش و الأفكار، أو كانوا لصفاء
قلوبهم و اقتدار نفوسهم وفّقهم اللّه لفعل الحسنات و الطاعات و الاجتناب عن
المعاصي و السيّئات، أو كانوا من أهل المعصية ثمّ أنابوا و تابوا إلى اللّه فقد
تاب اللّه عليهم و انغسلت صفحة باطنهم بماء التوبة- و التائب من الذنب كمن لا ذنب
له- أو كانوا ممن خلطوا عملا صالحا و آخر سيّئا، لكن رجح لهم جانب المغفرة و
النجاة. إذ كل هؤلاء من أصحاب اليمين- على تفاوت درجاتهم- و هم من أهل السلامة و
النجاة من عذاب الجحيم- فسلام لك يا صاحب اليمين من إخوانك و أصحابك المؤمنين
أصحاب اليمين و أهل سلامة القلب و صفاء الصدر- أي: يسلمون عليك و يلقون إليك
التحيّة، كقوله:إِلَّا
قِيلًا سَلاماً سَلاماً
[65/ 26] و قوله:تَحِيَّتُهُمْ
فِيها سَلامٌ [10/ 10].