responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 125

له اختيار و فعل، و لم تدر أنّ الفعل و الاختيار للملك الموكّل به، فقد أخطأت، فصورة الفلك و طبعه‌ [45] من عالم الشهادة، و صورة الملك و حقيقته من عالم الغيب، فمن لم يؤمن بالملائكة لم يؤمن بالغيب.

و هكذا الكواكب و ما تضيف إليها من التدبير و التأثير هو من الأملاك الموكّلين بها، و هي في ذواتها أموات، و الفلك كأرض موات أحياها الملائكة و عمّرتها بالذكر و التسبيح، و إذا سمعت صوت الرعد و حكمت بعقلك أنّه اصطكاك الأجرام من الحرارة و البرودة، فالذي أدركته بعقلك القاصر [46] صحيح لأينكر، و لكن حرمت القضيّة الاخرى بأنه ملك يسوق السحاب، و لا تكاد تدرك ذلك لأنّه من أحكام عالم الغيب، و بك زمانة السكون و الوقوف في عالم الشهادة، و لا سبيل لك إلى بوادي عالم الملكوت.

فقس على هذا ساير التأثيرات العلويّة من الزلازل و الصواعق و الهدّات و الموتان و غير ذلك كالخسوف و الكسوف، فإنّها من تخويف اللّه عباده و إظهار قدرته ليستدلّوا بالقدرة على القادر الحقّ و ليرتقوا في الأسباب. مع ما ثبت بالهندسة في علم الهيئة. فإنّ خسوف القمر يكون بحجاب نور الشمس عن القمر بحيلولة الأرض، و كسوف الشمس يكون بحجاب نورها عن البصر بحيلولة القمر.

فأهل الايمان لا ينكرون ما دلّت عليه البراهين الهندسيّة، و لكن الجاحدين لنور الشريعة ينكرون أحكام الغيب، و على هذا القياس ما حكمت إنّ الأرض كريّة الخلق‌ [47]، و الفلك كريّ: مسلّم لك، فهو منتهى الحدود و هذه‌


[45] طبيعته- نسخة.

[46] الظاهر- نسخة.

[47] الخلقة- نسخة.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست