responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 102

فَلا يُظْهِرُ عَلى‌ غَيْبِهِ أَحَداً* إِلَّا مَنِ ارْتَضى‌ مِنْ رَسُولٍ‌ [72/ 27] و هو جبّار الملك و الملكوت، فلا يستطيع أحد أن ينفذ فيهما إلّا من اصطفى من نبيّ‌ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ‌ [55/ 33] أي: بنور قاهر.

قال المسيح الممسوح بنور اللّه: «لن يلج ملكوت السموات من لم يولد مرّتين»

- مرّة من رحم الموادّ و مرّة من مشيمة الحواسّ.

و اعلم إنّ ارتباط هذه الآية بما سبق أنّه سبحانه لمّا ذكر موادّ خلقة الإنسان و أسباب غذائه الجسمانيّ، الذي به قوام بنيته و نشأته الدنيويّة من العناصر الأربعة، و ذكرها على الترتيب من الأسفل الأخسّ إلى الأعلى الأشرف، حتّى بلغ إلى ذكر ما هو أشرفها و أقصاها- و هي النار- فذكر حكمتها و منفعتها و حاجة الخلق إليها؛ فأراد أن يهدي الناس إلى معرفة السماء و مواقع النجوم، لأنّها منشأ أرواح بني آدم و مادّة ميلاد نفوسهم في نشأة المعاد و عند قيامهم عند اللّه، لأنّ روح الإنسان إنّما يتغذّى بمعارف القرآن و يحيى بحياة العلم و العرفان.

و القرآن بما فيه من العلوم الحقّة و المعارف الإلهيّة إنّما ثبت أوّلا من القلم الأعلى في اللوح المحفوظ، و هما من السموات العلى، ثمّ نزل إلى هذه السماء الدنيا منجّما؛ و لهذا فسّر بعضهم مواقع النجوم بأوقات نجوم القرآن- أي:

أوقات نزولها- و إنّما لم يقسم بتلك الأجسام العنصريّة مع ما فيها من عجائب القدرة و أقسم بهذه المواضع لعظم أمرها و شرف ملكوتها. فأيّ نسبة لجميع العنصريّات إلى السماء و ما فيها من الكواكب و ملكوتها؛ و من أدرك الكلّ وفاته‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست