نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 400
أن «السرير» سرير بهيئته المخصوصة، لا بمادّته الخشبية
الإبهاميّة، و الحيوان بنفسه و حسّه حيوان لا ببدنه و جسمه و كذا العلّة الفاعلية
تمام حقيقة المعلول، إذ المعلول رشح و فيض من وجوده، و هو أن العلّة كالشعاع من
الشمس، و الحرارة من النار، و النداوة من البحر، كما أوضحه الإلهيون في علومهم
الربانية، و أما الغاية فهو تمام الفاعل بما هو فاعل و كماله.
و أما اشتمال الروح العقلي للإنسان الكامل على جميع الممكنات فلأنه
كتاب مبين مشتمل على أنموذجات العوالم و حصصها و جزئياتها و أفرادها و ذلك قبل
اتّصاله، بالملإ الأعلى و الروح الأعظم، و أما عند الوصول فلا فرق بينه و بين قلم
الحق الأول في اشتماله على الكلّ.
حكمة إلهية في كلمة آدمية
إن من عجائب صنع اللّه و بدائع فطرته خلقة الإنسان الذي فطره اللّه
عالما مضاهيا للعالم الرباني، و إنشاء اللّه نشأة جامعة لجميع ما في سائر العوالم
و النشآت، بل ذاتا موصوفة بجميع نظائر ما وصف به ذاته الإلهية، من النعوت الجمالية
و الجلالية، و الأفعال و الآثار، و العوالم و النشآت و الخلائق و القلم و اللوح، و
القضاء و القدر، و الملائكة و الأفلاك، و العناصر و المركّبات و الجنة و النار، و
الرضوان و المالك.
و بالجملة أبدع الإنسان الكامل مثالا له تعالى ذاتا و وصفا و فعلا، و
معرفة هذه الفطرة البديعة، و النظم اللطيف و العلم بهذه الحكمة الأنيقة و الأسرار
المكنونة فيها سرّ عظيم من معرفة اللّه، بل لا يمكن معرفته تعالى إلا بمعرفة
الإنسان الكامل و هو باب اللّه الأعظم و العروة الوثقى، و الحبل المتين الذي به
يرتقى إلى العالم الأعلى، و الصراط المستقيم، إلى اللّه العليم الحكيم و الكتاب
الكريم
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 400