responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 389

إشارة

اعلم أيها الحبيب إنه لا يعرف قدر النور إلا النور، بل كل مرتبة منه لا يعرفها إلا الواقع في جنس تلك المرتبة، فالنور الحسّي يدرك النور الحسّي، و النفسيّ النفسيّ، و العقليّ العقليّ، فلا يدرك نور الكواكب إلا نور البصر، و لا أنوار المحسوسات إلا أنوار الحواسّ، بشرط فنائها عن كيفياتها المختصّة بها.

فالقوّة اللمسية من جنس الكيفيات الأربعة، التي هي أوائل الملموسات إلا أنها معتدل متوسّط بينها، و قد علمت أن المتوسط بين الأطراف، بمنزلة الخالي عنها، فلذلك تقبلها و تدركها و تحّس بها، و كذا الرطوبة اللّعابيّة الفائضة في جرم اللّسان ممّا لا طعم له في نفسه، لكن من شأنها أن يتكيّف بكيفية ذي الطعوم، فيدركها القوّة الذوقية المساوية نسبة حاملها إلى الطعوم، مع كونه واقعة في جنس الكيفيّات الطعميّة، و قس عليه سائر الحواس و المدارك، و هلم إلى عالم العقل و المعقول و ما فوقه، و في المثل: «لا يحمل عطايا الملوك إلا مطايا الملوك» لا يعرف اللّه غير اللّه (إلا اللّه- ن)».

و قد سئل بعض المشايخ: «ما الدليل على اللّه؟» فقال: «دليله هو اللّه».

و سئل العلامة الرازي فخر الدين عن الشيخ العارف نجم الدين: «بم عرفت ربّك؟» فقال: «بواردات ترد على القلوب فتعجز النفوس عن تكذيبها».

ثمّ وراء العقل علم، يدق عن مدارك غايات العقول السليمة.

و قال بعض المحققين: «دليل معرفة اللّه للمبتدي عشقه و إرادته، إذ هما ينبعثان عن معرفة مّا و إن كانت قليلة ضعيفة، نسبتها إلى المشاهدة التامة نسبة البذر إلى الثّمرة فالمحرّك للقلوب إلى الحق تعالى هو ذاته تعالى «لا أحصي‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست