responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 373

السنة، كمواضع خط الاستواء و ما يليه.

فهذا بيان معنى «الشجرة الزيتونة» حسبما وصل إليه أفهام الجمهور بحسب ظهورها في مظاهر هذا العالم، و وجودها في مهوى كدورة الأجرام و معدن الظلام، و أما تحقيقها بحسب نشأة اخرى غير هذه النشأة، فوقع إليه إشارات قرآنيّة و رموز نبويّة متفاوتة حسب مقامات العارفين و درجات المتذكرين؛ فتارة يعبر عنها ب «شجرة طوبى» و تارة ب «سدرة المنتهى عندها جنة المأوى» و تارة بمقام‌

«أبيت عند ربي يطعمني و يسقيني»

[1] و تارة ب «شجرة موسى» شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ‌ [23/ 20/] و هو دهن المطالب العلمية البرهانية النورانية و صبغ الخطابيات و المواعظ الحسنة المقبولة للعقول المتعارفة.

تظليل فرشي فيه تنوير عرشي‌

قد تبين لك بما قرع سمعك أن للقوة الإنسانية التي تكوّنت أول نشأتها في القلب اللحمي الصنوبري الشكل المخروطي الوضع درجات متفاوتة في الارتقاء إلى الكمال و لها تطورات في الأحوال، و إنما ينكشف ذلك بأن تعتبر أولا القلب و أحواله، و هو بالحقيقة أول عضو يتكوّن في البدن و يتحّرك و آخر عضو يفسد و يسكن، بل هو بالحقيقة البدن الحيواني الذي يستعمله النفس بواسطة ما ينبعث عنه من البخار اللطيف، و باقي الأعضاء يزاد لأجله و يولد لصيانته، لأنها بمنزلة الغلافات و القشور الصائنة للبّ القلب، و الآلات الخادمة له، الحافظة إياه، و لذلك يكون واقعا في وسط البدن؛ و هو و إن كان في الصورة محاطا لها، و في الكميّة أصغر منها إلا أنه في القوة و المعنى محيط بها،


[1] في الفقيه: كتاب الصوم، النوادر 2/ 172: «أظل عند ربى ...»

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست