responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 367

تنبيه‌

و لكنك يا مسكين يجب أن تعلم التمييز بين المرآة و الشخص، و تفرّق الظلّ من الأصل، و قد نبّهناك عليه قبل ذلك لئلا تقع فيما وقع فيه كثير من أهل الضلال و النكال، و أصحاب الحلول و الاتّحاد، فما للتراب و ربّ الأرباب‌ وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى‌ [8/ 17] فإذا خوطب سيّد الأبرار و قائد الأخيار صلّى اللّه عليه و آله بقوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‌ [28/ 56] فما يكون لأمثالك و نظرائك.

ثمّ في التعبير عن تلك المرتبة بالأمانة في قوله عز جلاله: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا [33/ 72] إشعار لطيف بما ذكر، فإنّ الأمانة مردودة إلى صاحبها، بل كل صفة وجوديّة و كمال نوري أفاضه اللّه على ممكن من الممكنات و ماهيّة من الماهيات فهو أمانة من اللّه عنده، و ليس له إلا الانصباغ بنوره و المجاورة معه و الاحتفاف به، لا الاتصاف بالحقيقة، و لهذا ينخلع عنه عند أداء الأمانات و رجوع الكل إليه‌ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ [42/ 53].

و إلى هذا المعنى أشار أبو سعيد الخرّاز حيث قال: «علامة المريد في الفناء ذهاب حظّه عن الدنيا و الآخرة إلا من اللّه سبحانه، ثم يبدو باد أيضا، فيريه ذهاب وجود نفسه و حظّ رؤيته من اللّه، و يبقى من رؤيته ما كان للّه من اللّه فينفرد العبد من فرديّته، فإذا كان كذلك فلا يكون مع اللّه غير اللّه، فبقى اللّه الواحد الصمد في الأبديّة» كما كان في الازلية هذا كلامه- و هو تمام في فحواه لمن كان له سمع يسمع آياته، و عقل يفهم توحيده، و بصر يرى‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست