responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 348

المبرز لمقاماتهم، و الشارح لإشاراتهم- فهو حقيقة بسيطة ظاهرة لذاتها مظهرة لغيرها فعلى هذا يجب أن لا يكون لها جنس و لا فصل، لعدم تركّبها عن الأجزاء، فلا لها معرّف حدّي، و لا لها كاشف رسمي، لعدم خفائها في نفسها، بل هي أظهر الأشياء، لكونها مقابلة الظلمة و الخفا- تقابل السلب و الإيجاب- فلا برهان عليه بل هو البرهان على كلّ شي‌ء.

لكن الخفاء و الحجاب إنما يطرءان لها بحسب المراتب، كمرتبة النّور القيّومي، لغاية ظهورها و بروزها، فإن شدة الظهور و غلبة التجلي ربما صارتا منشأي الخفاء للمتجلي لفرط الظهور، و على المتجلّى له لغاية القصور، كما يشاهد من حال عيون الخفافيش عند تجلي النور الشديد الحسّي الشمسي على أحداقها، فإذا كان الحال هكذا في النور المحسوس، فما ظنّك بالنور العقلي البالغ حدّ النهاية في الشدة و القوة.

و كان النور عند أكابر الصوفية أيضا عبارة عن هذا المعنى- كما يستفاد من مصنّفاتهم و مرموزاتهم- إلا أنّ الفرق بين مذهبهم و مذهب الحكماء الإشراقيين أن النور و إن كان عند أولئك الأكابر حقيقة بسيطة إلا أنها مما يعرض لها بحسب ذاتها التفاوت بالشدة و الضعف، و التعدد و الكثرة بحسب الهيئات و التشخصات، و الاختلاف بالواجبية و الممكنية، و الجوهرية و العرضيّة، و الغنى و الافتقار.

و أمّا عند هؤلاء الأعلام من الكرام، فلا يعرض لها في حدّ ذاتها هذه الأحكام، بل بحسب تجلياتها و تعيّناتها و شئوناتها و اعتباراتها، فالحقيقة واحدة و التعدد إنما يعرض بحسب اختلاف المظاهر و المرائي و القوابل، و لا يبعد أن يكون الاختلاف بين المذهبين راجعا إلى التفاوت في الاصطلاحات و أنحاء الإشارات، و التفنّن في التصريح و التعريض منهم، و الإجمال و التفصيل مع‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست