responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 292

و في هذه الآية أيضا دلالة على أن نفوس الفجّار انقلبت إلى الحيوانات في تلك الدار، إذ لو بقيت معهم الروح الإنسانية التي هي محل معرفة اللّه لم يتطرق إليهم الفساد و الاضمحلال مرّة بعد مرّة، لنهوض القواطع على أن محل المعرفة جوهر قائم بذاته، و وجوده العقلاني (العقل- ن) يكون بالفعل أبدا مخلدا من غير تغيّر و زوال و تجدّد و انتقال- فافهم.

و أما المنهج الحكمي البرهاني الكاشف عن الرموز النبويّة و الحقائق القرآنية و مسلك العقل الفرقاني الشارح لأسرار العقل القراني:

فاعلم (يعلم- ن) أن للنوع البشري في أول نشأته يكون جوهرا نفسانيا سماه الحكماء ب «العقل الهيولاني» و هو الجوهر الذي به تمام الماهية الإنسانية بحسب أول درجاتها في الإنسانية- و هو أول منزل من منازل سفره إلى الحق- و هذا الجوهر من شأنه أن يقبل كلّ صورة و حال و حلية و كمال، فإن عسر عليه شي‌ء فإما لأن ذلك الشي‌ء في نفسه ضعيف الوجود شبيه بالعدم- كالخلاء و اللانهاية و الهيولى و الزمان و الحركة- و إما لأنه شديد الوجود و قوي الظهور فيغلب عليه و يقهره.

و هذا الجوهر صورة تمامية لمواد هذا العالم، بمعنى أن الطبيعة بقوتها القابلة الجسمانية وصلت إلى هذه الصورة الإنسانية بعد طيّ مراتب الصور الطبيعية، التي كانت دونها في هذا العالم من صور العناصر و المعادن و النباتات و الحيوانات.

و قد ثبت في العلوم البرهانية أن الطبيعة في المركّبات و في سلسلة العائدات التي هي من الهيولى التي (المادة- ن) للعنصريات إلى أشرف ما يتصور من‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست