responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 277

أو لا ترى أن الزبانية ليسوا معذّبين بالنار مع كونهم فيها، و هم تسعة عشر قبيلة، من ملائكة العذاب الذين إذا قيل لهم: خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ‌ [69/ 31] ابتدروه سراعا و لم ينظروه، و لكلّ منهم أعوان و خدم من سدنة جهنّم؛ من دون أن يتعذّبوا بها و فيها، بل فيها نعيمهم و بهجتهم، و بمباشرة ما أمرهم اللّه به حصلت سرورهم و لذتهم، لكون ذلك غايتهم و فائدتهم من تعذيب المجرمين و أخذهم و تصليتهم الجحيم، و سقيهم ماء الحميم و شرب الهيم.

البصيرة الثامنة في الكشف عن صيرورة الروح الإنساني من أصحاب النار بعد أن لم يكن منها، بمزاولة أفعال الأشرار و اكتساب ملكات الكفّار و الفجّار، من الأعمال الشهويّة و الغضبيّة و الشيطانية، التي هي من صفات البهائم و السباع و الشياطين‌

قال اللّه تعالى: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‌ [5/ 60] و أشار بقوله: جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنازِيرَ وَ عَبَدَ الطَّاغُوتَ‌ أنّهم مسخوا عن الفطرة الأصلية، و انسلخوا و انقلبوا كل طائفة منهم إلى نوع ما غلبت فيها صفات ذلك النوع، حتّى صارت حقيقتها حقيقة واحدة (حقيقته- ن) و صورة ماهيتها صورته.

و هذا معنى اللعن و الطرد و الغضب عند العرفاء، أي: صيرورة النوع الشريف نوعا خسيسا، و لهذا قال سبحانه: أُولئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضَلُّ عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ‌ أي: عن طريق الحق، لأن القردة و الخنازير إنما كانت ضالّة عن طريق طلب‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست