نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 221
و لو لم يتّفق عليه أمة، فكذا الإمام إمام و إن لم يبايعه أحد، و
الحكيم حكيم و إن لم تعرف قدره الجهّال، و العالم عالم سواء سئل أم لا، و العجب
خفاء هذا الأمر الجليّ على العقلاء الذين جعلوا الخلافة و الولاية- و هو أمر
باطنيّ- على ميل الطبائع و اتفاق الجماعة على شخص، مع أن طبائعهم مجبولة على طاعة
الشهوات، راغبة عمّا به يحصل القربات، و يستحقّ للمثوبات.
و يجب أيضا أن يعلم و يعتقد أن الاستحقاق لهذا الأمر بعد عليّ عليه
السّلام إنما وقع لأولاده المعصومين الموصوفين بالإمامة للأمّة و الطهارة و العصمة
صلوات اللّه عليهم أجمعين، و ذلك لتحقّق الشرائط المذكورة التي معظمها العلم
بالأمور الباطنية و الأسرار الخفيّة و الاجتناب عن زخارف هذه الدار الدنيّة، و
لنصّ كل سابق على لاحق، و هلمّ جرّا إلى صاحب هذا العصر و الزمان و هو المهدي
القائم بالقسط و العدل على بواطن أهل العلم و الايمان، ثم على ظواهر الخلائق من
الإنس و الجانّ في آخر الزمان، إذ به يملأ اللّه الأرض قسطا و عدلا بعد ما ملئت
ظلما و جورا، فيكون وجوده ثمرة هذا العالم و كماله، و إذا عدم عنه زال كل شيء
بزواله، لما ثبت أن وجود الإنسان الكامل علّة غائية لوجود هذا العالم، لكونه الغرض
الأصلي من خلق الطبائع و الأركان، و من فضالته خلقت بواقي الأكوان، فإذا زالت
العلة زال المعلول.
و هذه المقاصد الشريفة إنما انكشف لنا بطريق الاعتبار و الاستبصار و
تتبّع الآثار و الأخبار، لا بطريق الأبحاث الكلامية و الاستدلال بالمقال عند
مخاصمة الرجال و معارضة القيل و القال- و اللّه الهادي إلى سبيل السداد، و به
الاستعاذة من الغواية في الاعتقاد.
و أما الايمان باليوم الآخر:
فهو أن يعلم أنه يفرّق بالموت بين الأرواح و الأجساد، ثم يعيدها
إليها
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 221