نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 215
من الجهالات فهي لا توجب الحرمان عن رحمة اللّه بالغفران، فاعتقادنا
في صاحب الكبيرة أنه لا يجب على اللّه تعذيبه و أنه مما يمكن لضرب منه أن ينال
رحمة ربه- على ما مرّت الإشارة إليه- و أنه سبحانه يغفر لمن يشاء بفضله و يعذّب من
يشاء بعدله.
و أما الايمان بالملائكة فمن أربعة أوجه:
أولها الايمان بوجودها، و هذا مما لا خلاف لأحد من المسلمين بل
الملّيين كلهم، و أما البحث عن نحو وجودها و حقيقتها- إنّها روحانية محضة، أو
جسمانية، أو مركبة من القبيلين؟ (القسمين- ن) و بتقدير كونها روحانيّة إما عقول
صريحة، أو نفوس مدبّرة للأجرام، أو مركّبة من القسمين؟ و بتقدير كونها جسمانية فهي
أجسام لطيفة أو كثيفة؟ فإن كانت لطيفة فهي أجسام نورانية أو هوائية؟ و إن كان كذلك
فكيف يمكن أن يكون مع لطافة أجسامها بالغة في القوّة إلى الغاية القصوى؟- فذلك
مقام العلماء الراسخين في علوم الحكمة القرآنية و البرهانية.
الوجه الثاني أن يعتقد أنهم معصومون مطهرونيَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ يَفْعَلُونَ ما
يُؤْمَرُونَ و لا يستكبرون
عن عبادته و لا يستحسرون، فإن لذّتهم بذكر اللّه، و انسهم بعبادته، و غذائهم
التسبيح و التقديس، و كما أن حياتنا الدنياوية بالنفس و الاستنشاق فحياتهم بذكر
اللّه و المعرفة و الطاعة له.
و منهم الملائكة السماويّون، و أعلى منهم الكرّوبيون، و هم العاكفون
في حظيرة القدس، و لهم حالة الهيمان، بل حالهم الفناء عن أنفسهم و عدم الالتفات
إلى ذواتهم و إلى هذا العالم و الآدميين، لقصر نظرهم عن غير اللّه و استغراقهم
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 215