responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 194

مثله إلى مقام الرضاء و التسليم، بل مقامه في العبودية و الإخلاص المحض، و أخلص من أن يكون له «ثبوت» حتى يمكن اتّصافه بالكمال، و أن يكون له «هويّة» حتى يصير منعوتا بنعوت الجمال و الجلال؛ بل هناك ينقطع السلوك و السالك، و ينعدم الوصول و الواصل فان الى الله المنتهى و إِنَّ إِلى‌ رَبِّكَ الرُّجْعى‌.

الطور الرابع‌

قال أبو مسلم و القفال المعتزلي: «إن اللّه ما بنى أمر الايمان علي الإجبار و القسر، و إنما بناه على التمكّن و الاختيار».

و فيه نظر: لأن الايمان أصله الاعتقاد الثابت الجازم، و هو مما لا يكون للاختيار فيه مدخل، لأنه نفس العلم، و العلم كسائر الأحوال القلبية يحصل بإفاضة اللّه من غير فاعل متوسّط، و لا يحصل بالاختيار- كما يحكم به الوجدان الصحيح- و لا يلزم من كونه لا بالاختيار أن يكون حصوله بالإجبار ليكون منافيا لما يستفاد من قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ‌.

و ذلك لأن الروح الإنساني من عالم الأمر، و التصوّرات الكلية و الاعتقادات اليقينية (القلبية- ن) امور أمريّة موجودة في عالم الأمر و كلّ ما يكون في عالم الأمر فهو أرفع و أجلّ من أن يكون حصولها بطريق الجبر و الاختيار، بل على سبيل الرضا، و الفعل الحاصل بالرضا ما يكون وجوده عين المشيّة و المحبّة و العشق و الشوق.

نعم- يمكن الاعتذار من طرف هذا القائل بناء على مذهبه من الاعتزال بأن يكون الأعمال جزء الايمان، و هي كفعل الطاعات- من الصلوة و الصوم و الزكاة و الحج و الكفّارات و غيرها و ترك المناهي الشرعية- و الكل أفعال‌

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 4  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست