نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 100
و الكواكب و فسدت الأرض و من عليها و فيها، و بطلت الأزمنة و الفصول،
و فنت المواد و الأصول، و لا يمكن بعده إيجاد الموجودات، لأن الحدوث التكويني من
غير مادة مستحيل، و إعادة المعدوم بالمرّة ممتنع، فالفتور في تدبير الخلق- و لو
لحظة واحدة- يوجب انسداد باب الصنع و الإيجاد للموجود و قطع الفيض و الكرم و
الجود- تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.
فإن قلت: فإذا كانت السنة عبارة عن مقدمة النوم، فإذا قال «لاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ»
فقد
دلّ ذلك على أنه لا يأخذه نوم بطريق أولى، فكان ذكر النوم بعده تكريرا؟
قلنا: تقدير الكلام لا تأخذه سنة، فضلا عن أن تأخذه النوم.
المقصد الثاني في معنى السنة و النوم
أما «السّنة» فهو فتور و كلال مّا في الحواسّ، يتقدم النوم
يسمّى «النعاس» و «النوم» ترك استعمال النفس حواسّها الظاهرة لأجل صعود
بخارات غليظة من المعدة إلى الدماغ.
و إنّما قيّدنا بترك الاستعمال المذكور، و علّلناه بالصعود المذكور،
لئلا يصدق على الموت، فإن النوم و الموت أخوان مشتركان في عدم استعمال النفس
الحواسّ و الآلات الظاهرة التي بها يقع الروح في هذا العالم، إلا أنهما يختلفان في
أن ترك الاستعمال المذكور في أحدهما- و هو النوم- إنما يكون لعارض خارجي يمنع عن
ذلك مع بقاء الاستعداد و التهيّؤ في الحواس، بمنزلة الكاتب الذي ادخلت يده في كمّه
أو قيّدت بسلسلة، و في الآخر- و هو الموت- إنّما يكون لأمر طبيعي لازم، هو بطلان
الاستعداد رأسا، بمنزلة
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 4 صفحه : 100