نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 85
لقوله:اسْكُنْ
أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ.
فالثابت المحقّق هو إنّ خلقتها كان في مقام الجنّة و هو ميلاد النفوس
عند نزوله عن عالم القدس العقلي إلى النشأة النفسانيّة.
و يؤيّد ما ذكرناه ما رواه السدّي [1] عن ابن عبّاس و ابن مسعود و ناس من الصحابة: إن اللّه تعالى
لمّا أخرج إبليس من الجنّة، و أسكنها آدم بقي فيها وحده، ما كان معه من يستأنس به،
فخلقت حوّاء ليسكن إليها.
و
روي
إنّ
اللّه تعالى ألقى عليه النوم، ثمّ أخذ ضلعا من أضلاعه من شقّه الأيسر، و وضع مكانه
لحما، و خلق حوّاء منه، فلمّا استيقظ وجد عند رأسه امرأة قاعدة، فسألها: من أنت؟
قالت: امرأة. قال: و لم خلقت؟ قالت:
لتسكن إليّ. فقالت الملائكة: ما اسمها؟ قال: حوّاء. قالوا: و لم
سمّيت حواء؟ قال: لأنّها خلقت من شيء حيّ.
فعندها قال اللّه تعالى:اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ.
و عن ابن عبّاس- أيضا
[2]-
قال:
«بعث اللّه جندا من الملائكة فحملوا آدم و حوّاء
عليهما السلام على سرير من ذهب، كما يحمل الملوك و لباسهما النور، و على كلّ واحد
منهما اكليل من ذهب مكلّل بالياقوت و اللؤلؤ، و على آدم منطقة مكلّلة بالدرّ و
الياقوت حتى ادخلا الجنّة».
فهذا الخبر يدلّ على أن حوّاء خلقت قبل إدخال الجنّة، و الخبر الأوّل
دلّ على أنّها خلقت في الجنّة.
ثمّ من الأخبار ما يدلّ على أنّهما جميعا خلقا في الأرض. ففي كتاب
النبوّة [3]