نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 84
يذكر في هذه القصّة إنّه نقله إلى السماء و لو كان تعالى قد نقله إلى
السماء لكان [ذلك] أولى [بالذكر] لأنّ نقله من الأرض إلى السماء من أعظم النعم،
فدلّ على أنّ ذلك لم يحصل و ذلك يوجب انّ المراد من الجنّة التي قال اللّه:اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ ليست في غير الدنيا.
و منهم من قال: إنّ تلك الجنّة كانت في السماء السابعة. و الدليل
عليه قوله:
اهْبِطُوا و هو قول
الجبائي. قالوا: «إنّ الإهباط الأوّل كان من السماء السابعة إلى
السماء الاولى. و الإهباط الثاني كان من السماء إلى الأرض».
و منهم من قال: إنّ هذه الجنّة هي دار الثواب، بدليل إنّ الألف و اللام
في لفظ الجنّة، لا يفيدان العموم، لأنّ سكون جميع الجنّان محال. فلا بدّ من
صرّفهما إلى المعهود السابق إلى الفهم. و الجنّة التي هي المعهود المعلوم بين
المسلمين هي دار الثواب، فوجب صرف اللفظ إليها و هو قول المفسّرين، و الحسن
البصري، و عمرو ابن عبيدة، و واصل بن عطاء و كثيرة من المعتزلة، و أصحاب أبي الحسن
الأشعري.
و هو المختار عند الإمام الرازي في تفسيره الكبير [1].
و منهم من قال: إنّ الكلّ ممكن، و الأدلّة النقليّة ضعيفة، و مع
ضعفها متعارضة فوجب التوقّف و ترك القطع.
فصل في تعيين الوقت الذي خلقت زوجة آدم (ع)
لا شبهة لأحد في أنّ ذلك كان بعد أن كرّمه اللّه تعالى بكرامة تعليم
الأسماء و أمر الكلّ بالسجود له تعظيما، و سجدة الملائكة له انقيادا و تسليما، و
إباء إبليس عنه عنادا و استكبارا و عتوّا و افتخارا، و صيرورته ملعونا طريدا مريدا
و قبل هبوطه إلى الأرض،
[1] تفسير الفخر الرازي: 1/ 455. راجع أيضا مجمع البيان: 1/
85.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 84