اعلم إنّ للإنسان الكامل درجات و مقامات في بدايات أحواله و مبادي
وجوده؛ كما إنّ له درجات و مقامات في نهايات أموره و عوائد بقائه.
فأوّل مقاماته في البداية كونه مقدّرا في علم اللّه و فيضه الأقدس أن
يكون خليفة للّه في الأرض؛ و هو مقام عينه الثابت الذي قيل: «إنّه غير مجعول» و هو مقام أخذ الميثاق.
ثمّ مقام مسجوديّته للملائكة؛ و ذلك في جنّة الأرواح و عالم القدس، و
فيه صور الأسماء الإلهيّة كلّها.
6
و
المقام الثالث هو أوّل تعلّق روحه بالبدن في عالم السماء بعد عالم الأسماء بواسطة
لطيفة حيوانيّة متوسّطة بين الروح العقلاني و هذا البدن الكثيف الظلماني.
و الإنسان بواسطة تلك اللطيفة الحيوانيّة التي تكون على صورته في
عالم الأشباح له أن يدخل دار الحيوان و جنّة الأبدان، فقوله تعالى:يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ
الْجَنَّةَ إشارة إلى هذا
المقام.
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 80