responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 6

لما رأوا من عظيم قدرة اللّه و باهر آياته في نظم العالم من الأعلى إلى الأسفل، ثمّ من الأسفل إلى الأعلى بواسطة الإنسان الذي به ترتقي سلسلة الوجود- الهابط إلى أسفل السافلين- إلى أعلى عليّين، و شكرا لما أنعم اللّه عليهم بواسطته.

فاللام فيه كاللام في قول حسّان في مدح أمير المؤمنين عليه السّلام:

ما كنت أعرف إنّ الأمر منصرف‌

عن هاشم، ثمّ منها عن أبي حسن‌

أليس أوّل من صلّى لقبلتكم‌

و أعرف الناس بالقرآن و السنن‌

أو في قوله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ‌ [17/ 78].

و إما أن يكون المسجود هو الإنسان، لكن [لا] من حيث هويّته الإمكانيّة ليلزم الإشراك، بل من حيث بلوغه إلى مقام القرب الإلهي، و رجوعه و حشره إلى الحضرة الإلهية، و فنائه عن ذاته، و بقائه ببقاء اللّه لا ببقاء غيره، ففي هذا المقام يصير الروح الإنساني كمرآة مصقولة لا لون فيه، انعكس عليه وجه اللّه الباقي على نهج التجلي- لا على وجه الحلول و الاتحاد، تعالى عن ذلك علوا كبيرا- فسجودهم لآدم عليه السّلام من هذه الجهة سجود للّه- لا له.

و مما يوضح ذلك إنّ كلّ من عبد اللّه و سجد له لا بدّ أن يتصوّره في ضميره بوجه من الوجوه، و يشاهده في باطنه، إذ العبادة و السجدة للمجهول المطلق محال، و لهذا

قد ورد في الحديث عنه صلّى اللّه عليه و آله‌ [1] «الإحسان أن تعبد اللّه كأنّك تراه».

ثمّ إنّك كلّما تصوّرته او تخيّلته من اللّه فهو سبحانه وراء ذلك، فإن نظرت إليه بما هو صورة معيّنة لها صفات معيّنة امكانيّة أو مكانيّة فقد عبدت غير اللّه و سجدت لسواه: و إن نظرت إلى الحقّ و جعلتها مرآة لملاحظة المعبود الحقيقي و لم تجعل النظر نظرين- نظرا إلى المرآة، و نظرا إلى المرئي- فقد عبدت اللّه مخلصا محسنا.


[1] الجامع الصغير: 1/ 122.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 3  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست