نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 468
و عن ابن عبّاس
[1]:
إنّ
هؤلاء القوم كانوا في زمن داود عليه السّلام ب «ايلة» على ساحل البحر بين المدينة و الشام، و هو مكان
من البحر يجتمع إليه الحيتان من كلّ أرض في أشهر [2] من السنة، حتّى لا يرى الماء لكثرتها، و في ذلك الشهر في كلّ
سبت خاصّة. فحفروا حياضا عند البحر، و شرعوا إليها الجداول، فكانت الحيتان تدخلها
فيصطادونها يوم الأحد، فذلك الحبس في الحياض هو اعتدائهم في السبت، ثمّ إنّهم
أخذوا السمك و استغنوا بذلك و هم خائفون من العقوبة، فلمّا طال العهد عليهم و نشأت
الأبناء فعلت بسنّة الآباء و اتّخذوا الأموال، فمشى إليهم طوائف من أهل المدينة
الذين كرهوا الصيد في السبت و نهوهم فلم ينتهوا و قالوا: «نحن في هذا العمل منذ زمان، فما زادنا إلّا خيرا»
فقيل لهم: «لا تغترّوا فربما نزل بكم العذاب و الهلاك» فأصبح
القوم و هم قردة خاسئين [ظ: خاسئون] فمكثوا كذلك ثلاثة أيّام ثمّ هلكوا.
و عن ابن عبّاس أيضا
[3]:
و
كانوا يتعاوون [و بقوا] ثلاثة أيام لم يأكلوا و لم يشربوا و لم يتناسلوا، فأهلكهم
اللّه تعالى، و جاءت ريح فهبّت بهم، و ألقتهم في الماء، و لم يتناسلوا و ما مسخ
اللّه أمّة إلّا أهلكها.
فهذه القردة ليست من نسل أولئك الممسوخين. و اجماع المسلمين على أنّه
ليس في القردة و الخنازير من هو من أولاد آدم، و لو كانت من أولاد الممسوخين لكانت
من بني آدم. خلافا لأهل التناسخ. فانّهم زعموا انّ من الحيوانات- كالكلب و الخنزير
و القردة ما هو من أولاد الناس الممسوخين.
و منهم من زعم انّ جميع الحيوانات نشأت من الإنسان. قالوا: انّه باب