نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 464
ثمّ فعل متأخّروهم بالإخفاء به حتّى عوقبوا بتخريب بيت المقدس و
كفروا بالمسيح و همّوا بقتله. و القرآن و إن لم يكن فيه بيان ما تولّوا به عن
التورية، لكن الملّة معروفة
[1].
و ذلك إخبار من اللّه عن عناد أسلافهم، فغير عجيب إنكارهم ما جاء به
محمّد صلّى اللّه عليه و آله من الكتاب و جحودهم لحقّه، و قد ذكر تعالى من اوصافهم
ما ذكر.
المعنى:
وفَلَوْ
لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ بعد ما تولّيتم عن كتابه عقيب تلك الآيات و الحججلَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ في الدنيا و الآخرة. و لكن فضله و رحمته أمهلكم
و أدامكم لترجعوا إلى التوبة و تعودوا إليه لعلّكم تفلحون.
و قيل معناه:فَلَوْ
لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ بالتوبة بعد أن
نكثتم الميثاق الذي واثقتموه و نبذتم العهد الذي أخذناه عليكم وراء ظهوركم، إذ رفع
فوقكم الطور، و أنعم عليكم بالإسلاموَ رَحْمَتُهُ التي رحمكم
بها، فتجاوز عنكم بمراجعتكم إلى طاعة ربّكملَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ.
و قال أبو العالية
[2]:
فضل
اللّه الايمان، و رحمته القرآن، فيكون معناه:
لولا إقداري لكم على الايمان و إزاحة علّتكم فيه لكنتم من الخاسرين.
و قيل معناه:فَلَوْ
لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ في رفع الجبل
فوقكم للتوفيق.
و اللطف الذي تبتم عنده حتّى زال العذاب عنكم و سقوط الجبل عليكملَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ أي من الهالكين الذين باعوا أنفسهم بنار جهنم.
و يحتمل أن يكون الخبر قد انتهى عند قوله:ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ