هذا هو الإنعام الخامس من اللّه لهم، و ذلك لأنّه نبّههم على عظيم
ذنبهم، ثمّ نبّههم على طريق تخلّصهم (التخلّص- ن) عن عذاب يوم القيامة، و ذلك من
أعظم النعم في الدين، ثمّ إنّه تاب عليهم قبل فنائهم بالكليّة، فكان ذلك نعمة في
حقّ الباقين.
يعني: اذكروا يا أهل الكتابإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ الذين عبدوا العجل عند رجوعه من الوعد الذي وعده ربّه:يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ
أَنْفُسَكُمْ أي نقصتم
أنفسكم الثواب الواجب بالإقامة على عهد موسى عليه السّلام، أو أضررتم بها حيث
وضعتم العبادة غير موضعهابِاتِّخاذِكُمُ
الْعِجْلَ إلها.
و المفعول الثاني محذوف لدلالة القرينة عليه، فإنّ الظلم إمّا بمعنى
النقص أو الإضرار الذي ليس بمستحقّ و لا فيه نفع، و لا رفع مفسدة لا علما و لا
ظنا، فلمّا عبدوا العجل فقد نقصوا أنفسهم عن تمام الإنسانيّة، فإنّ الإنسان إذا
كفر باللّه انسلخ
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 3 صفحه : 398